ليندا مطر: مدافعة مخضرمة عن حقوق المرأة
انهمكت ليندا مطر في الشأن العام منذ نعومة أظفارها وسنوات مراهقتها. عملت في مشاغل الحرير، حيث شهدت بأمّ العين المعاملة المجحفة للفتيات والشابّات على الرغم من عملهنّ الشاق. في العام 1953، انضمّت إلى لجنة حقوق المرأة اللبنانية وأصبحت رئيستها في العام 1978 1. وقد قامت بتنسيق عمل المكتب الإقليمي للاتّحاد النسائي الديمقراطي العالمي. ومن بين إنجازاتها الرئيسة، حشد التأييد لأكثر من أربعين عاماً لتعديل القوانين التمييزية ضد النساء. كما أنّها شاركت بتأسيس كثيرٍ من المنظّمات النسائية غير الحكومية في لبنان، ومثّلت لبنان في أكثر من ستّين مؤتمراً عربياً وإقليمياً ودولياً. فضلاً عن ذلك، ترشّحت في العام 1996 للانتخابات النيابية، لكنّها لم تُنتخب. قالت متحدّثةً عن هذه التجربة:
“عندما ترشّحت للانتخابات، قلت لهم [الأصدقاء والأسرة]، لا تتوقّعوا نجاحي؛ ترشّحت لأنّ واجبي يملي عليّ الترشّح، لكنّني أعرف أنّني لن أفوز لأنّني لا أملك الأدوات. لم ينخرط أيٌّ من أفراد أسرتي بالسياسة؛ لا أبي ولا أخي ولا زوجي، ما يجعلني غير مدعومة… حتى اليوم لم يتغيّر الأمر كثيراً، فالواسطة تلعب دوراً” 2.
في مقابلةٍ مع الكاتبة جين سعيد المقدسي، تحدّثت عن تجربة مطر الفريدة:
“كانت مطر، خلافاً لمعاصراتها، نسويةً أتت من المشاغل. كانت لها تنشئة اجتماعية مختلفة. كانت تعرف منظّراتٍ نسويات مثل سيمون دوبوفوار، على الرغم من أنّها لم تطّلع بالضرورة على أعمالهنّ في عصرها؛ كان موقفها النسوي يستند إلى تجربتها كامرأةٍ عاملة” 3.