توفير شروط عملٍ متساوية للرجال والنساء في القطاعين العامّ والخاصّ
26 أيار/ مايو 2000 ـ أُلغي وعُدّل عددٌ من موادّ قانون العمل اللبناني من أجل تحقيق شروط عملٍ متساوية للرجال والنساء العاملين في القطاع العام. وقد تضمّنت الأحكام المعدّلة التقديمات والخدمات المقدّمة للموظّفين وعائلاتهم. إضافةً إلى ذلك، سُمح للنساء بالعمل في المناوبات الليلية وازدادت إجازة الأمومة المدفوعة الأجر بالكامل من 40 إلى 60 يوماً للعاملات في القطاع العامّ، وسبعة أسابيع للعاملات في القطاع الخاصّ. كما مُنع أرباب العمل من تسريح العاملات الحوامل من العمل بدءًا من الشهر الخامس للحمل أو أثناء إجازة الأمومة.
على الرغم من هذه الأحكام ومن واقع أنّ المرأة تستطيع مقاضاة ربّ عملها، فإنّ الملاحقات القضائية ضدّ أرباب العمل لا تزال نادرةً وتبقى التفرقة المستندة إلى النوع الاجتماعي في مكان العمل سائدةً في لبنان. لا تزال أحكام قانون العمل اللبناني للعام 1942 تستثني بعض العاملين من ولايته، بما في ذلك العاملون الزراعيون الذين لا يُلحقون بالقطاعين التجاري أو الصناعي، وكذلك العاملون في الخدمة المنزلية ـ وهم في معظمهم من النساء ـ على أساس أنّه سيصدر تشريعٌ منفصلٌ لتنظيم هذين النوعين من العمل. كذلك، يتضمّن تعريف العامل “أي رجلٍ أو امرأةٍ أو مراهقٍ يعمل مقابل راتبٍ أو أجر…”، غير أنّه توجد نصوصٌ مثل المادة 27 تقيّد تشغيل الأطفال والمراهقين والنساء في بعض الأعمال ـ مثل إنتاج الكحول ـ وتمنع النساء من العمل في أعمالٍ خطرةٍ تدخل فيها المواد الكيميائية والكهرباء. وعلى الرغم من أنّ المقصود من هذه البنود حماية النساء من المخاطر، فإنّ إفراد النساء ووضعهنّ في خانةٍ واحدةٍ مع الأطفال يتضمّنان النظر إلى النساء الراشدات على اعتبار أنّهنّ قاصرات، وهذا مفهومٌ مقوننٌ ونراه في القانون. بدلاً من ذلك، يمكن إدخال إجراءات سلامةٍ لكلٍّ من الرجال والنساء.
يتجلّى مثالٌ آخر على التفرقة بين الجنسين في قانون العمل عبر التفاوت في وقت الراحة بين النساء والرجال. ففي حين تحصل النساء على ساعة راحةٍ بعد خمس ساعاتٍ من العمل، يحصل الرجال على ساعة راحةٍ بعد ستّ ساعات عمل (المادة 34). أخيراً، يسمح للنساء بالحصول على تعويض نهاية الخدمة إذا تركن العمل بسبب الزواج شرط أن يكنّ قد عملن لأكثر من سنة، في حين لا يحصل الرجال على الحقّ عينه. إنّ مثل هذه النصوص تدعم وتديم تصوّر النساء بوصفهنّ راعياتٍ ينبغي أن تكون الواجبات المنزلية أولويتهنّ.