الدورة الثالثة من النسوية
بعد المؤتمر العالمي الرابع حول المرأة في بيجين، ظهر جيلٌ ثالثٌ من النسويات في لبنان. ساعد هذا الجيل في صياغة تعبيراتٍ جديدة مثل “العنف القائم على النوع الاجتماعي” و“المواطنة الكاملة” و“التمييز الإيجابي“ ودفع من أجل نشر النوع الاجتماعي قانونياً ومفاهيمياً، وكذلك من أجل إدماج حقوق المرأة ضمن حقوق الإنسان. بلغ هذا النشاط ذروته في التوقيع على معاهدة إلغاء كافّة أشكال التمييز ضدّ المرأة (سيداو) في العام 1997، وإلزام لبنان بإنجاز أهداف الاتفاقية عبر إدماجها في القوانين المحلّية 1. وقد اعتبرت الدكتورة فهيمة شرف الدين، رئيسة اللجنة الأهلية لمتابعة قضايا المرأة، مؤتمر بكين نقطة تحوّلٍ للحركات النسائية على الصعيدين المحلّي والعالمي. وتذكر كيف أثّر المؤتمر في الحركة فتقول:
“لم تبدأ الحركة النسائية في تطوير استراتيجيتها حتّى مؤتمر بكين. كثيراً ما يخلط قارئو تاريخ الحركة النسائية بين المنظّمات النسائية والحركة ككلّ. صحيحٌ أنّ المنظّمات النسائية قدّمت مساهمةً عظيمةً في الحركة النسائية، لكنّها ليست الحركة النسائية. بعد مؤتمر بكين، أعيد اعتبار وتشكيل النظرة إلى الحركة النسائية؛ لقد أصبحت الآن تتعلّق بالأهداف الاستراتيجية على نحوٍ أكبر. باتت رؤى المنظّمات النسائية أكثر تركيزاً على تغيير وضع المرأة، بدلاً من خدمتها فحسب” 2